Translation Online Courses

إذا أردت تحسين مهاراتي في الترجمة، فهل يفضل الالتحاق بدورات دراسية تتضمن حضورا فعليا أم يكفي الالتحاق بالدورات التي تُقدّم عبر الإنترنت؟

الأفضل هو الالتحاق بالدورات الدراسيّة سواء في شكل دراسة أكاديمية أو دراسة حرّة؛ لأن طلب العلم يستلزم التضحية بالمال والوقت. وقد لُوحِظ أن الدراسة التي يبذل فيها الدارس من المال والوقت الكثير، يستفيد منها أكثر من غيرها. وهناك كثير من المواد الدراسية المتاحة عبر الإنترنت، لكن التلقي عن المدرس له وقع خاص وتترتب عليه استفادة أكبر كثيرا. فالتفاعل له دور كبير، والتفاعل الإلكتروني عبر الإنترنت يختلف عن التفاعل الفعلي في قاعات الدراسة.

لكن التعليم الإلكتروني له مزاياه الكثيرة أيضا، فهو يُقرّب المسافات التي قد يتعذر قطعها لأسباب مادية أو سياسية أو اجتماعية. لكنه يستلزم صبرا ومثابرة. ويحتاج إلى نوع خاص من الدارسين الذين يستطيعون إلزام أنفسهم بجدول ثابت من التلقي والمذاكرة والواجبات.

ويمكن الجمع بين الأسلوبين، بأن يبدأ الدارس بالحضور الفعلي، ثم يستكمل دراسته إلكترونيا إذا تعذر استكمالها بالحضور الفعلي. ويمكن كذلك الحضور فعليًّا جنبا إلى جنب مع الدراسة الإلكترونية، كالاستماع إلى المحاضرات المسجلة، كي تكون معينا على تمام الاستفادة.

أما الدراسة من الكتب وحدها، فلا أؤيدها في مجال مثل مجال الترجمة التي تستلزم العمل تحت إشراف المدرس وتعهده بالنصح والتوجيه. لكن يبقى أن نقول إن هناك نوعا من الدارسين ممن يستطيعون تحقيق قدر معقول أو جيد من الدراسة بهذا الأسلوب. وفي هذه الحالة على الدارس أن يحاكي مناخ الدراسة، بأن يتعلم القواعد، ثم يُمارس ترجمة نصوص مترجمة سابقا (كوثائق الأمم المتحدة)، ثم يُراجع ترجمته بناء على النصوص المترجمة، وأن يُدوّن كل جديد استفاده في كل مرة، وأن يراجع ما سبقت دراسته قبل كل درس شخصي جديد. وهكذا، يكون الدارس هو المدرس في آن واحد.