Language and Culture

اللغة والثقافة

لو سألت أي عربي ماذا تفعل كي تنظف جسدك وتلطفه، لاختلفت إجابته باختلاف الزمان الذي يعيش فيه والمستوى الاجتماعي الذي ينشد متمثلا في التعبير الذي يستخدم. ففي الماضي كانت الإجابة «أغتسل» العربية الفصيحة، ثم صارت «أستحم» العربية (وهي أقل فصاحة على ما يبدو لي)، ثم فجأة ومع الغزو الثقافي الفرنسي، صارت «آخد دوش» (كلمة douche فرنسية). وقد جاءت الفرنسية ومعها كلمات كثيرة تدل على النظافة وعكسها، ومنها (عفوًا) بي بي pipi وكاكا caca المستخدمتان في لغة الأطفال على وجه الخصوص، ناهيك عن كبانيه cabinet. ومع أفول نجم الفرنسية في مصر على الأقل، تخلى الناس عن لغة الطبقة الأرستقراطية واستبدلوا بها ما كان لغة السوقة في يوم من الأيام، ألا وهي الإنجليزية التي صار لها شأن عظيم. وبهذا أصبحت الإجابة «آخد شاور». وباتت «آخد دوش» -الارستقراطية سابقا- من قبيل "الياي" و"البيئة"....عجيب أمركم أيها المصريون(!)

والآن، بما أننا في بحث دائم عن المنتصر أو من له الغلبة كي نقلده، أخشى يومًا أن تسأل أحدهم السؤال نفسه، فتكون إجابته «آخد ليين يو 淋浴» وهي المقابل الصيني للشاور...أيه ده؟ أنا نفسي بقول شاور!